الثقة بالله
...
تريد أن تعرف لما فقدت ثقتك في نفسك؟
قف للحظة!!! و اسأل نفسك أين أنا من هذا العالم؟ ماذا أريد؟ متى؟ أ ين؟ وكيف؟
اسأل ما شئت، لكن لا تبحث عن من يجيب، لأنه و بوضوح، لن تجد جوابا شافيا إلا في قرارة نفسك، حيث تشتعل نار الحيرة ...نارٌ حاولت ان تستعين بقبس منها لإنارة ظلام الغموض من حولك و لا فائدة، فما يزيد طين إلا بلة... لأنك تبحث في سراب لن تصل إليه... حتى يتبدد و تسعى للبحث في غيره...
و إلى متى ستبقى على هذه الحال!! أ إلى أن يزول الوهم فتجد انه قد فات الأوان و أن ما زال ما كان ليعود، لتجد نفسك هناك حيث لا ينفع ما كان بل و يعز أو يهان.
قف للحظة!! و كفاك اللف و الدوران، و أيقِظ فيك نور الثقة بالنفس.
يكفيك لذاك ان تصارح نفسك حين و حيث تنفرد بها و لا يعلم عن أمركما سوى من يجدر أن تسألها عنه و عن مدى ثقتك به.
ولتعلم أن لن ترتقي لذلك إلا أن تفوض أمرك بين يديه و توقن ان لا احد لك سواه...و ان له زمام امرك عز في علاه، و تدرك بما ميزك به عن باقي الموجودات، أنه أهل لذلك و قادر عليه و بقلبك الذي هو مشكاة روحك، انه حي فيه ما حييت... فلا مهرب لك من صخب الحياة إلا إليه، و لا منفذ لدفء الأمان إلا في حماه...
فسبحان الله عدد أوراق الشجر و سبحان الله عدد أمواج البحر و سبحان الله عدد قطرات المطر و سبحان الله ما خطر على البال و ما وقع عليه البصر...سبحان الله سبحان الله
سبحانه، ما سمَّى نفسه وكيلا إلا لتجده عندما تقفل في وجهك الأبواب، وترجع إليه فتتوكل عليه ...فهو الوكيل، سمَّى نفسه جبارا ليداوي جروح الإنكسار و يحسسك انك منتصر لامحال... فهو الجبار... و له الأسماء الحسنى و الصفات العلى و تأكد ان ثقتك بنفسك تُستمد من ثقتك بربك...فما بالك هكذا، تنتظر الفرج و كأن سيتساقط عليك كما ينزل الثلج من السماء، و أنت غافل عن من أبدعه و انزل الضياء...قم من غفلتك، و جدد ثقتك به هناك لتعلم أنه بيده أمر متى و كيف و حيث شاء، و ان لا إلاه إلا هو رب الأرض و السماء